الهوت كوتور هي كلمة فرنسية تعني «الحياكة الراقية» أو «الأزياء الراقية» (ويُشار إليها عادةً بنحوٍ غير رسمي بكلمة «كوتور»)، وتصف الملابس المصنوعة يدويًّا وفقًا لقياسات محددة باستخدام أفخر أنواع الأقمشة، مثل أجود أنواع الكشمير والفراء والشامواه والجلد والحرير، ويحيكها أبرع الخياطين بأكبر قدر من الاهتمام بالتفاصيل وعادة باستخدام أساليب يدوية. إنها مزج بين الملابس التي يصممها مصممو الأزياء الراقية وتلك التي يصممها مصممو ملابس الأعمال الفنية، ويرتديها عادةً أغنى وأشهر الناس.
وتُعتبر الغرفة النقابية للأزياء الراقية جمعيةً تضم الشركات التي جرى اعتماد عملها في مجال الأزياء الراقية. والهوت كوتور هي تسمية محمية وخاضعة للقانون ولا يمكن استخدامها إلا من قِبل بيوت الأزياء التي تُمنح إياها من وزارة الصناعة الفرنسية. وتُراجِع هذه الغرفة سنويًّا قاعدة الأعضاء لديها، التي يجب أن تخضع لمستوًى صارم من اللوائح والمعايير من أجل الحفاظ على العضوية. وتتغير قائمة الأعضاء سنويًّا نتيجةً لمعاييرها الصارمة.
يرأس بيت الأزياء الراقية مصمم أزياء يُشرف على ورشة الحياكة التي يعمل بها عاملون مهرة يمارسون حرفتهم اليدوية كخبراء إما في الحياكة أو في التفصيل. قد تبدأ العملية برسم تصميمي أوَّلي، أو رسم توضيحي، أو قطعة مُفصلة ومقصوصة من قماش الموسلين والتول، وذلك حسب تفضيل المصمم. ومن أجل وضع اللمسات النهائية على قطعة من الأزياء الراقية، تُشترى عادةً الشرائط التزيينية الفاخرة والتطريز والزخارف من مصادر خارجية خبيرة في مجالها، ثم تُحاك تلك الأشياء بإتقان في قطعة الملابس. تتميز قطع الأزياء الراقية بسِمة أساسية وهي ضبط مقاساتها على نحو دقيق. ويخضع العميل لسلسلة من جلسات القياس لتحديد هل قد جرى تنفيذ القطعة وفقًا للمقاسات المرادة، وهذا لا يكون من أجل ضمان دقة المقاس فحسب، بل ولضمان الأناقة والراحة أيضًا، اللذين يكونان مهمَّين بالقدر نفسه.
عندما ظهرت مجموعات الأزياء الراقية لأول مرة، كانت تعُرض على الصحافة والمشترين وجمهور العملاء رفيعي المستوى، في عروض أزياء مصغرة في قاعات مخصصة لذلك. وكانت كل عارضة أزياء تحمل بطاقة تشير إلى رقم إطلالتها، مما يسهل على الحاضرين تدوين أرقام الملابس التي حازت إعجابهم. وبمجرد تحديد الاختيارات، يجلس العميل مع المصمم، الذي يعدل الأزياء وفقًا لمقاسات العميل المحددة وتفضيلاته الخاصة، أو يصنع المشتري نسخًا منها لصالح متجره.