حوار مع مصمم الأزياء ومصمم ملابس الأعمال الفنية تود توماس
اتجهت إلى التصميم بسبب الحاجة؛ نظرًا لأنني نشأت في بلدة صغيرة ولم تكن الملابس المسايرة للموضة آنذاك متاحة لي.
بدأت في العمل في حي الموضة في مدينة نيويورك، وعملتُ لدى مُصَنع لملابس المنزل والملابس المريحة، وتعلمتُ الكثير من الأشياء المهمة هناك. لم تكن تلك الوظيفة هي الأروع أو الأكثر إبداعًا، ومع ذلك؛ فقد أعطتني الكثير من المعلومات التي كان لها دور مهم في أسلوب ممارستي لمهنتي. وخلال مسيرتي، عملتُ منسق أزياء لجلسات تصوير العملاء المرموقين. وعملتُ مع مصورين ومحرِّرين مختلفين، والذين تمكنت من خلالهم من التعرف على عالم التسويق والإعلان، كما عملتُ مصممًا حرًّا وقدمتُ استشارات لشركات أخرى. وعملتُ كذلك في عروض الأزياء وتعاونت مع عدد كبير من العاملين في مجال الترفيه على مستوًى شخصي، وصممت ملابس بعض الأعمال المسرحية والسينمائية.
ابدأ بخطة محددة للغاية، ولا بد أن تكون لديك فكرة عن الطريقة التي تريد أن تتطور بها، وذلك حتى تستطيع دعم نفسك على عدة مستويات، ماديًّا وإبداعيًّا؛ فالأمر كله يتعلق بالحفاظ على عملك مدى الحياة.
أهتم بشدة بالحرفية والجودة، في الملابس الكلاسيكية والمَحِيكة. وأشعر أنه من المهم أن تستثمر في شيء ستستفيد منه لفترة طويلة.
جيفري بين، الذي كان ثوريًّا إلى حد كبير في إنجازه لأعماله الرائعة على نحو مذهل، وكان منبع الأناقة والجمال والعبقرية والإبداع، وفعل كل هذا بطريقته الخاصة. ثمة مصممة وصحفية أخرى أثرت فيَّ بشدة وهي إليزابيث هوز؛ فقد فتحت بيت الأزياء الخاص بها في نيويورك وأصبحت ناقدةً للموضة، ثم أصبحت فيما بعدُ زعيمةً عمالية. أُحِب أيضًا نورما كمالي؛ فقد قدمت لي النصيحة في أكثر لحظات احتياجي لذلك في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن العشرين. ولقد كانت ثورية في ذلك الحين ولا تزال حتى الآن. كذلك أُحِب كثيرًا عز الدين عليَّة لكونه صاحب مبدأ ولمسة جمالية ورؤية، هذا إلى جانب تفانيه في عمله.
هذا تاسع موسم أُصمِّم لهم فيها مجموعتهم؛ فنحن نعمل مع فريق التصميم ونحاول تحديد وصياغة ما يفكرون فيه ويطمحون إليه فيما يتعلق بالعلامة التجارية لفيكتورياز سيكريت، وما ستئول إليه أفكارهم. كما نتعاون في تحديد نوعية المنتجات التي ستُعرض في المتاجر وتلك التي ستُعرض على موقعهم الإلكتروني. ونحن لدينا رفاهية تصميم شيء لسنا مضطرين بالضرورة لترجمته إلى مبيعات بقدر ما نحرص على تصميم فكرة يطمح الناس إلى الارتباط بها عاطفيًّا. إن الأمر يتعلق بابتكار قصة؛ شيء يحرِّك مشاعر الناس ويُخرج عرضًا رائعًا. كنتُ سعيد الحظ بالعمل مع أناس رائعين للغاية، من بينهم دار ليساج المسئولة عن وضع اللمسات التطريزية لنا — وكذلك لشانيل وكافة بيوت الأزياء الراقية. ونتعاون كذلك مع أفضل مصممي الأحذية، وصُناع مشدَّات الخصر، والرسامين على الأقمشة وصُنَّاع الحُلي. وقد بدأنا بالفعل العمل على عرض هذه السنة؛ لذا فإنها عملية تستغرق السنة بأكملها تقريبًا.
الأمر يتعلق بتعدد الثقافات؛ فلطالما كنتُ أُحِب الصور، واستمدُّ الإلهام دائمًا من السينما والموسيقى؛ فهذه هي الأشياء التي شكلت مخزوني من الصور؛ فبالنسبة إليَّ، تمثَّل الأمر في عدة أشياء، ولم يكن فقط العالم البرَّاق المُسمَّى بعالم الأزياء والموضة؛ فأنا أرى أن الإلهام يأتي على عدة مستويات.
هو اليوم الذي لا تسوء فيه الأمور، أو إذا حدث ذلك، فإن شيئًا جيدًا يخرج من رحم ذلك. فعلى المرء تجاوز ما يحبطه أيًّا كان، وربما ينتج عن ذلك «لحظة كاشفة». إنها هذه اللحظة التي يَسُودها الاضطراب والضبابية والتي تتحول إلى شيء ينتهي على نحو إيجابي.